الحديدة اليوم/ تقرير / يحيى كرد
في أجواء إيمانية وروحانية مفعمة بالابتهاج والبهجة، أحيت هيئة مستشفى الثورة العام ومكتب الصحة والبيئة بمحافظة الحديدة، مساء أمس ، أمسية ثقافية وخطابية متميزة، إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1447هـ، تحت الشعار الجامع: "لبيك يا رسول الله".
الأمسية جاءت لتجسد المكانة العظيمة التي يحتلها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب اليمنيين، وتعكس في الوقت ذاته عمق ارتباطهم برسالته الخالدة وقيمه الإنسانية والإيمانية السامية.
حضور رسمي وشعبي واسع
شهدت الأمسية حضوراً رسمياً وشعبياً واسعا، حيث حضرها وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، إلى جانب وكلاء المحافظة محمد سليمان حليصي وعلي الكباري، ومدير مكتب الصحة الدكتور علي حزام، ورئيس جامعة الحديدة الأستاذ الدكتور محمد أحمد الأهدل،
كلمة وكيل أول المحافظة
أكد وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري أن مناسبة المولد النبوي الشريف ليست حدثا عاديا، بل هي محطة إيمانية عظيمة للأمة الإسلامية، بما تحمله من دلالات عميقة تذكر المسلمين برسولهم الكريم وسيرته العطرة، وتغرس فيهم قيم الرحمة والتسامح والإيثار. وأضاف أن هذه الأمسية تحمل خصوصية استثنائية هذا العام، من حيث الحضور والزخم والتنظيم، بما يليق بعظمة المناسبة ومكانة الرسول الأكرم في وجدان الشعب اليمني.
انتصارات تاريخية ومواقف ثابتة
وأشار البشري إلى أن احتفالات المولد النبوي لهذا العام تتزامن مع انتصارات تاريخية يحققها أبناء اليمن في ميادين العزة والكرامة، وخاصة في البحر الأحمر، حيث سطر المجاهدون أروع الملاحم في مواجهة العدوان الأمريكي. كما شدد على أن اليمن سيظل ثابتا في موقفه الداعم للقضية الفلسطينية حتى تحرير كل الأراضي المحتلة والمقدسات الإسلامية، معتبرا ذلك التزاما راسخاً نابعا من تعاليم الدين الحنيف وسيرة النبي الكريم.
إشادة بالقطاع الصحي
وأشاد البشري بالجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة مستشفى الثورة وقيادتها وكوادرها الطبية والفنية في خدمة المواطنين، مثمناً الإنجازات المحققة على مستوى تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الصحية، رغم ما يفرضه العدوان والحصار من صعوبات وتحديات. وأكد أن المستشفى أصبح اليوم صرحا طبيا يضاهي المستشفيات الكبرى، ويوفر خدمات علاجية لمختلف مديريات المحافظة والمحافظات المجاورة.
دعوة للمشاركة المركزية
كما دعا البشري جميع الحضور وأبناء المحافظة إلى المشاركة الواسعة في الفعالية المركزية للمولد النبوي الشريف التي ستقام في الثاني عشر من ربيع الأول، مشدداً على أن المشاركة الواسعة تجسد وفاء اليمنيين لرسول الرحمة، وتؤكد ارتباطهم بنهجه القويم وقيمه السامية.
كلمة رئيس هيئة مستشفى الثورة
من جانبه، أكد رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور خالد أحمد سهيل أن الشعب اليمني يعد من أعظم الشعوب الإسلامية احتفاء بالمولد النبوي الشريف، مستشهدا بما ورد في الحديث النبوي الشريف الذي وصف أهل اليمن بأنهم أهل الإيمان والحكمة. وأوضح أن هذا الوصف النبوي يشكل شهادة عظيمة تعكس عمق ارتباط اليمنيين برسول الله وتمسكهم بهديه وسنته.
اليمنيون والصمود في وجه العدوان
وأشار الدكتور سهيل إلى أن اليمنيين واجهوا العدوان والحصار بصبر وثبات، وظلوا متمسكين بنهج النبي الأعظم، مستلهمين من سيرته دروس التضحية والفداء والإصرار على مواجهة التحديات. وأكد أن هذه الصلابة تعكس مدى عمق العلاقة الروحية والإيمانية بين الشعب اليمني ورسوله الكريم.
إنجازات طبية رغم الحصار
ولفت سهيل إلى التطورات الكبيرة التي شهدتها هيئة مستشفى الثورة خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، حيث توسعت أقسام المستشفى وتجهيزاته الحديثة، ليصبح صرحا طبيا رائدا يقدم خدمات نوعية رغم ظروف الحرب والحصار.
كلمة العلماء
وفي كلمة العلماء، أكد الشيخ محمد علي الحاكم أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يعد تجديدا للعهد مع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم، وتعزيزاً لقيم الإيمان والوحدة والصمود. وأوضح أن السير على نهج النبي يعني تجسيد مبادئ العدل والرحمة والإحسان في الواقع العملي، والاقتداء بسيرته العطرة في مواجهة الظلم والعدوان.
فقرات شعرية وإنشاديه ومسرحية
تخللت الأمسية فقرات خطابية وثقافية متنوعة، أضفت على الأجواء طابعاً روحانيا متميزاً. فقد أُلقيت القصائد الشعرية التي تغنت بمآثر الرسول الأعظم وسيرته النيرة، كما قدمت وصلات إنشاديه صدحت بحب المصطفى عليه الصلاة والسلام، إلى جانب عروض مسرحية .
تكافل اجتماعي وتوزيع جوائز
ولم يقتصر الأمر على الفقرات الثقافية فقط، بل شهدت الفعالية أيضاً توزيع سلال غذائية على المحتاجين، إلى جانب تقديم جوائز عينية ومالية للحاضرين، في خطوة هدفت إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي التي رسخها النبي الكريم.
حضور رسمي وشعبي كبير
كان لافتا الحضور الكبير لنواب رئيس الهيئة، ومدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة، ومدراء عموم الإدارات، فضلاً عن الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية، الذين ملأوا ساحة الفعالية بحماسهم وتفاعلهم، ما عكس مدى الحرص على إحياء هذه المناسبة بروح جماعية.
النقل عبر القنوات الفضائية
وتميزت الأمسية هذا العام بنقلها على الهواء مباشرة عبر عدد من القنوات الفضائية المحلية ، ما أتاح لملايين المشاهدين داخل اليمن وخارجه متابعة أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والتفاعل مع الفقرات الخطابية والإنشادي التي جسدت عظمة المناسبة ومكانتها في وجدان اليمنيين.
مناسبة جامعة توحد القلوب
الأجواء التي سادت الأمسية عكست بحق مكانة المولد النبوي الشريف في قلوب اليمنيين، حيث اختلطت مشاعر الفرح بالروحانية، والتعبير الوجداني بالتفاعل الثقافي، ليؤكد الجميع أن حب النبي محمد صلى الله عليه وآلة وسلم سيظل باقيا في وجدان الأمة، مهما حاولت قوى العدوان طمس هويتها الإيمانية.
رسالة روحانية للمجتمع
لقد جسدت هذه الفعالية كيف يمكن للمؤسسات الصحية أن تتحول إلى منابر ثقافية وروحية، لا تكتفي بخدمة الناس طبيا فحسب، بل تسهم أيضا في بناء وعي مجتمعي يستلهم من ذكرى المولد النبوي دروس التضحية والإيثار، ويعزز من قيم الصمود والوحدة والإيمان.