الحديدة اليوم / يحيى كرد
شهدت مديرية الضحي بمحافظة الحديدة اليوم حدثا زراعيا بارزا تمثل في تدشين مشروع توفير بذور الهجن الفردية للذرة الشامية وتوزيعها على الجمعيات الزراعية في إطار مشروع التوسع الرأسي لمحصول الذرة الشامية للعام 1447هـ. ويعد هذا المشروع خطوة استراتيجية نحو تعزيز الإنتاج المحلي للمحاصيل الأساسية، ويأتي ضمن رؤية وطنية تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات الزراعية.
تنفيذ مشترك بين مؤسسات الزراعة والتمويل المحلي في الحديدة
ينفذ المشروع بواسطة المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة، وبتمويل من وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بالمحافظة، وبرعاية وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، وبالتنسيق مع السلطة المحلية وشعبة التعبئة العامة. ويعد هذا التعاون نموذجا متميزا لتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والمؤسسات الزراعية لتعزيز الزراعة المستدامة في اليمن.
محافظ الحديدة: مشروع استراتيجي لدعم الزراعة وتحقيق التنمية
وخلال الفعالية التي أقيمت في مزرعة الجرابح بمنطقة الكدن بمديرية الضحي، أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مسار دعم المزارعين في المحافظة، مشددا على أن تطوير إنتاج الذرة الشامية من شأنه أن يعزز الأمن الغذائي الوطني ويسهم في تقليل فاتورة الاستيراد التي تثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
اهتمام السلطة المحلية بالمشاريع الإنتاجية المستدامة
وأشار المحافظ عطيفي إلى أن السلطة المحلية تولي اهتماما خاصا بالمشاريع الزراعية المنتجة التي تسهم في تحسين معيشة المزارعين ورفع دخلهم. وأكد أن القطاع الزراعي في اليمن يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاكتفاء الغذائي، لافتا إلى أن التوسع في زراعة الذرة الشامية يعد من أولويات التنمية في المناطق الريفية.
الزراعة في اليمن.. نحو تحقيق شعار “نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع”
وأوضح المحافظ أن المشروع يأتي في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق شعار " نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع” من خلال تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي. وأكد على ضرورة الاستفادة المثلى من البذور المحسنة لرفع إنتاجية الأراضي الزراعية، وتحقيق مردود اقتصادي يعود بالنفع المباشر على المزارعين والمجتمع الريفي.
تطوير الإنتاج المحلي للبذور المحسنة وفق معايير حديثة
من جانبه، أوضح مدير المؤسسة العامة لإكثار البذور عبدالله الوادعي أن هذا المشروع يأتي استكمالا لجهود المؤسسة في تطوير منظومة إنتاج البذور المحلية وتحسينها وفق المعايير الزراعية الحديثة. وأضاف أن المؤسسة تسعى إلى توفير أصناف بذور محسنة تتناسب مع طبيعة التربة والمناخ في مختلف مناطق البلاد.
نجاحات ملموسة في توزيع البذور المحسنة خلال السنوات الماضية
وأشار الوادعي إلى أن المؤسسة حققت نجاحات كبيرة خلال الأعوام الماضية من خلال برامج توزيع البذور المحسنة على الجمعيات الزراعية، وهو ما أسهم في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتحسين جودة المحاصيل، مؤكدا أن هذه الجهود تشكل أساسا لبناء قطاع زراعي وطني حديث ومستدام.
وأضاف الوادعي أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعا في العمل الميداني لتغطية أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية، في إطار خطة الوزارة لرفع إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية مثل الذرة الشامية والحبوب. كما أشار إلى أن المؤسسة تسعى لتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين لضمان نجاح الموسم الزراعي وتحقيق إنتاج وفير.
تمويل المشاريع الزراعية لدعم الأمن الغذائي في اليمن
بدوره أكد مدير وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية يحيى الوادعي أن الوحدة تواصل دعمها وتمويلها للمشاريع الزراعية المنتجة التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي الوطني وتطوير القدرات الإنتاجية للمزارعين، مشيرا إلى أن المشروع الحالي يعكس تكامل الجهود بين التمويل والتنفيذ الميداني.
استراتيجية وطنية تركز على تحسين معيشة المزارعين
وأوضح يحيى الوادعي أن وحدة التمويل الزراعي تعمل وفق استراتيجية وطنية واضحة تركز على دعم المشاريع الزراعية ذات الأثر المباشر على حياة المزارعين، بما يسهم في تحقيق عائد اقتصادي مستدام على مستوى المحافظة والوطن عموما، ويعزز الزراعة كمصدر دخل رئيسي في الريف اليمني.
انسجام المشروع مع توجهات وزارة الزراعة والثروة السمكية
وأكد الوادعي أن دعم مثل هذه المشاريع يأتي انسجاما مع توجهات وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في بناء قطاع زراعي قائم على الإنتاجية والجودة، ويستند إلى رؤية وطنية شاملة تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية، وفي مقدمتها الذرة الشامية التي تعد من أهم الحبوب الغذائية.
أهمية إشراك الجمعيات التعاونية الزراعية في مراحل التنفيذ
ولفت الوادعي إلى أهمية إشراك الجمعيات التعاونية الزراعية في تنفيذ ومتابعة مراحل المشروع ميدانيا لضمان نجاحه واستدامته. وأكد أن إشراك المزارعين في مختلف مراحل العمل يعزز روح الشراكة المجتمعية، ويضمن أن تكون النتائج واقعية وملموسة تخدم التنمية الزراعية في اليمن.
تعاون مؤسسي وشراكة فعالة لدعم القطاع الزراعي
وأشار إلى أن المشروع يجسد نموذجا عمليا للتعاون بين مؤسسات الدولة الزراعية والقطاع التمويلي لتحقيق التكامل في الأداء، حيث تسهم هذه الجهود المشتركة في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وزيادة إنتاجية الأراضي وتحسين مستوى المعيشة في المجتمعات الريفية.
المشاريع الزراعية رافعة اقتصادية نحو التنمية المستدامة
وأكدت الجهات المنفذة أن المشاريع الزراعية في محافظة الحديدة باتت تمثل أحد أهم محاور التنمية الاقتصادية المستدامة، مشيرين إلى أن هذه المبادرات تسهم في تمكين المزارعين من الاعتماد على مواردهم الذاتية، وتوفير فرص عمل جديدة تسهم في إنعاش الاقتصاد الريفي.
واختتمت فعالية التدشين بالتأكيد على أن المشروع يمثل خطوة ضمن مسار وطني متكامل يسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي في اليمن عبر تطوير الزراعة المحلية، وتوسيع إنتاج الذرة الشامية والبذور المحسنة في مختلف المديريات، وصولًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الاقتصاد الزراعي الوطني.