الحديدة اليوم / خاص
شهدت العاصمة صنعاء اليوم انعقاد لقاءٍ تشاوري موسع نظمته اللجنة الوطنية للمرأة، لمناقشة ظاهرة الولادات القيصرية المتزايدة في اليمن، واستعراض انعكاساتها الصحية والنفسية على الأم والطفل، إضافة إلى بحث الحلول والضوابط الكفيلة بالحد من انتشارها دون مبررات طبية.
وفي افتتاحية اللقاء ، أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب على أهمية تسليط الضوء على مخاطر العمليات القيصرية غير المبررة، مشيرة إلى أن تزايدها في السنوات الأخيرة يشكل مؤشرا مقلقا يستدعي تضافر الجهود بين الجهات الصحية والمجتمعية لوضع معالجات واقعية تحد من آثارها السلبية.
وأوضحت أبو طالب أن اللجوء المفرط إلى الولادة القيصرية دون حاجة طبية حقيقية يعرض حياة الأم لمضاعفات خطيرة قد تمتد آثارها لسنوات، فضلا عن تأثيراتها على صحة المولود ونموه الطبيعي، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة نشر الوعي بأهمية الولادة الطبيعية وتشجيع النساء عليها حفاظا على سلامتهن وسلامة أطفالهن.
واستعرض اللقاء ورقة علمية قدمها الدكتور نجيب القباطي تناول فيها أبرز أسباب ارتفاع معدلات الولادة القيصرية في المجتمع اليمني، والعوامل النفسية والطبية التي تدفع بعض الأمهات لاختيارها، إلى جانب طرح مقترحات عملية لتقليص نسبها وتعزيز الثقة بالولادة الطبيعية من خلال تطوير الخدمات الطبية وتحسين الرعاية أثناء الحمل والولادة.
وحذر الدكتور القباطي من مضاعفات العمليات القيصرية المتكررة وما تسببه من التهابات أو ضعف في الرحم قد يهدد حياة الأم في الولادات اللاحقة، مشددا على أن الولادة القيصرية يجب أن تبقى خيارا طبيا استثنائيا لا بديلا روتينيا، وأن الوعي المجتمعي هو الركيزة الأساسية للحد من انتشارها.
واختتم اللقاء بعدة توصيات من أهمية التنسيق بين وزارة الصحة واللجنة الوطنية للمرأة لتبني برامج توعوية موجهة للنساء في المراكز الصحية والمستشفيات، إلى جانب تدريب الكوادر الطبية على الممارسات الآمنة التي تدعم الولادة الطبيعية وتقلل من التدخل الجراحي غير المبرر.
وحضر اللقاء عدد من الطبيبات المختصات في أمراض النساء والتوليد، وكوادر صحية وإدارية من اللجنة الوطنية للمرأة، الذين أكدوا دعمهم لمخرجات اللقاء وحرصهم على مواصلة الجهود التوعوية للحفاظ على صحة الأم والطفل وتعزيز ثقافة الولادة الآمنة في المجتمع.