الحديدة اليوم/ يحيى كرد
شهدت هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة نقلة نوعية غير مسبوقة في بنيتها التحتية وخدماتها الطبية، لتصبح أحد أبرز القلاع الصحية و المرجعية على مستوى اليمن. بفضل الجهود المستمرة لقيادتها، والإرادة التطويرية التي تحركها رؤية استراتيجية، مما جعل الهيئة تقدم خدماتها لأكثر من 4.2 مليون نسمة من سكان الحديدة وخمس محافظات مجاورة، محققة قفزات نوعية في مختلف الجوانب الإنشائية والطبية والتشغيلية.
توسعات في البنية التحتية ورفع السعة السريرية
من أبرز التحولات التي شهدها المستشفى رفع السعة السريرية إلى 557 سريرًا، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تحسين مستوى الاستجابة للحالات الطارئة والمرضى المقيمين. كما تم إنشاء خمسة مراكز طوارئ متقدمة، وخمسة أقسام عناية مركزة مزودة بأحدث الأجهزة، بالإضافة إلى 22 عيادة خارجية تخصصية تستقبل يوميا مئات المرضى في مختلف التخصصات الطبية.
افتتاح مركز عناية مركزة بتكلفة 678 مليون ريال
في أكتوبر 2024، تم افتتح المستشفى مركز العناية المركزة الجديد بسعة 30 سريرا وبتكلفة بلغت 678 مليون ريال، ما مثل دفعة كبيرة لقدرة المستشفى على التعامل مع الحالات الحرجة وتقديم رعاية طبية عالية الجودة وفق المعايير الحديثة. وتم دعم القسم بـ 35 سريرا كهربائيا للعناية المركزة، إضافة إلى أجهزة مراقبة حديثة وأجهزة تنفس صناعي متطورة لضمان أفضل مستويات الرعاية.
خدمات تخصصية متكاملة للأطفال والتغذية والرعاية الأولية
حرصت قيادة المستشفى على إنشاء مركز متخصص لعناية الأطفال ورعاية الخدج حديثي الولادة، بهدف تقليل معدل وفيات المواليد وتحسين جودة الرعاية الصحية المتخصصة. كما تم تدشين مركز لمعالجة سوء التغذية، ومركز لطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، ومركز لعلاج الشلل الدماغي، ومركز الأطراف الصناعية، ومركز الاسهالات المائية الحادة، بما يعكس توجها استراتيجيا نحو تقديم خدمات شاملة للفئات الأكثر احتياجا.
مراكز نوعية لتشخيص الأمراض المزمنة وجراحة العيون
في إطار تعزيز قدراته التخصصية، أطلق المستشفى مركزا لجراحة العيون مزودا بأحدث الأجهزة والمعدات، ما ساعد في تقليل عبء التنقل على المرضى إلى محافظات أخرى. كما تم تدشين جهاز الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي، كأول جهاز من نوعه في محافظة الحديدة، في خطوة مهمة نحو دعم جهود التشخيص المبكر للأورام النسائية ومكافحة السرطان.
تعزيز الجانب العلمي والتدريبي وبناء القدرات
ضمن جهود الهيئة في رفع كفاءة كوادرها الصحية، تم افتتاح قاعة 21 سبتمبر للمؤتمرات الطبية والعلمية، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية تخصصية في مجالات جراحة الأوعية الدموية، مكافحة العدوى، وطرق التعقيم وغيرها ، كما نظم المستشفى عدة مخيمات طبية مجانية في محافظتي الحديدة وصعدة، ما عزز من دوره كمركز إشعاع علمي وطبي في المنطقة.
اعتماد الهيئة كفرع للمجلس اليمني للاختصاصات الطبية
في إنجاز أكاديمي مهم، تم اعتماد هيئة مستشفى الثورة كفرع رسمي للمجلس اليمني للاختصاصات الطبية، ما أتاح افتتاح برامج الزمالة اليمنية والماجستير المهني في عدد من التخصصات الحيوية، منها: الجراحة العامة و طب النساء والتوليد و طب الأطفال و العظام و الأشعة والباطنة والمسالك البولية وساهم هذا التطور في دعم التعليم الطبي المحلي، وتقليل هجرة الكفاءات إلى الخارج.
مشاريع استراتيجية قيد التنفيذ وتوسعات مستقبلية
يواصل المستشفى العمل على تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية، أبرزها: مشروع مركز زراعة الكلى، الذي تم وضع حجر أساسه بدعم من هيئة الزكاة. و مشروع مركز العمليات الكبرى، بدعم من مؤسسة إنماء للتنمية. توسعة مبنى أقسام الرقود بسعة 35 سريرا. إنشاء مبنى جديد للطوارئ العامة، في إطار رفع الجاهزية واستعداد المستشفى لمواجهة الأزمات الصحية المستقبلية.
توفير أجهزة طبية متطورة ودعم تقني متكامل.
في إطار التحديث المستمر، زود المستشفى بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية، منها: جهازا رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية. وحدة قسطرة قلبية مناظير جراحية وهضمية ومسالك بولية جهاز تخطيط الدماغ (EEG) و جهاز تفتيت الحصوات. ساهمت هذه المعدات في إجراء عمليات طبية نوعية لأول مرة في المستشفى، بينها أول عملية قسطرة قلبية في تاريخ المستشفى.
أنظمة طاقة مستدامة ورفع كفاءة التشغيل
في سبيل تقليل الاعتماد على الوقود وتوفير الطاقة المستدامة، تم تركيب منظومة طاقة شمسية بقدرة 500 كيلو واط على ثلاث مراحل، إضافة إلى ربط المرحلة الرابعة بقدرة 300 كيلو واط. كما تم دعم المستشفى بمولد كهربائي جديد بتكلفة 52 مليون ريال، ما عزز من استقرار تشغيل الأقسام الحيوية في ظل الانقطاعات المتكررة للكهرباء.
مؤشرات أداء متميزة ونمو متصاعد في عدد المستفيدين
بلغ عدد المستفيدين من خدمات الهيئة خلال عام 2024 أكثر من 783,976 مريضا، في دلالة على التوسع المستمر في الخدمات الطبية وثقة المجتمع بقدرات المستشفى. كما شهدت الهيئة توسعا في خدمات المختبرات، والعلاج الطبيعي، وبنك الدم ، والتشخيص المتقدم، وارتفاعا في عدد العمليات الجراحية التخصصية والنوعية.
و أكد الدكتور خالد أحمد سهيل، رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة، أن التوسعات النوعية التي شهدتها هيئة مستشفى الثورة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إنشاء مراكز تخصصية وأقسام جديدة، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات، جاءت ثمرة لجهود متفانية بذلتها قيادة الهيئة وكوادرها الطبية والفنية والإدارية، رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الأوضاع الراهنة جراء العدوان والحصار.
وأشار إلى أن المستشفى بات يشكل اليوم مركزا مرجعا طبيا وعلاجيا لا يقتصر على محافظة الحديدة، بل يخدم المحافظات المجاورة، بفضل الكفاءات المؤهلة والتجهيزات المتقدمة التي أسهمت في تحسين جودة الخدمات، والتي تقدم يوميا خدماتها لأكثر من 2,500 مريض.
كما ثمن الدور الداعم الذي اضطلعت به قيادة وزارة الصحة العامة والسكان، والسلطة المحلية، ومكتب الصحة بالمحافظة، وعدد من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، مؤكدا أن هذا الدعم كان حجر الزاوية في ضمان استمرارية تقديم الخدمات وتطوير البنية التحتية بما يتماشى مع احتياجات المواطنين المتزايدة.